VoyForums
[ Show ]
Support VoyForums
[ Shrink ]
VoyForums Announcement: Programming and providing support for this service has been a labor of love since 1997. We are one of the few services online who values our users' privacy, and have never sold your information. We have even fought hard to defend your privacy in legal cases; however, we've done it with almost no financial support -- paying out of pocket to continue providing the service. Due to the issues imposed on us by advertisers, we also stopped hosting most ads on the forums many years ago. We hope you appreciate our efforts.

Show your support by donating any amount. (Note: We are still technically a for-profit company, so your contribution is not tax-deductible.) PayPal Acct: Feedback:

Donate to VoyForums (PayPal):

Muhammad, the Prophet of God

Who is He?!

محمد رسول الله
صلى عليه الله و سلم
إذا ما سئلت في الغرب عن مصدر إعلامي حول سيرته

شبكة عجور الحاسوبية
Login ] [ Contact Forum Admin ] [ Main index ] [ Post a new message ] [ Search | Check update time | Archives: 123[4] ]

Subject: 1الثورة الأندلسية الكبرى


Author:
No name
[ Next Thread | Previous Thread | Next Message | Previous Message ]
Date Posted: 07:28:10 03/29/07 Thu
In reply to: 's message, "يوميات هروب من الأندلس إلى مراكش 1599" on 04:22:54 03/27/07 Tue

- اوضاع الأندلسيين بعد الثورة الأولى

ماتت الملكة إيزابيلا بعد عامين من إصدار مرسوم ٢٠٥١ الذي اعتبر كل الأندلسيين الذين بقوا في مملكة غرناطة منصّرين رسميّاً. وبدأت السلطات الدينية والمدنية تدريجاً تحويل المساجد إلى كنائس أو هدمها وحظر الصلاة ورفع الأذان والصوم والشعائر الإسلامية الأخرى لكن الأندلسيين تجاهلوا المرسوم عموماً واستمروا في ممارسة عباداتهم وعاداتهم في بيوتهم. وفي عام 1508أصدر فرناندو مرسوماًًًً جديداً حظر على الأندلسيين التخاطب بالعربية وارتداء الملابس الأندلسية وممارسة التقاليد والعادات العربية، لكن الأندلسيين تجاهلوا هذا المرسوم أيضاً. ولم تجد السلطات جدوى من محاولة تطبيقه خوفاً من إثارة الأندلسيين في مرحلة تطلبت من فرناندو تكريس جهده ووقته لعزل الفرنسيين وتثبيت ممالكه الأرغونية في البحر الأبيض المتوسط والعالم الجديد، خصوصاً أن التشدد كان سيلحق أضراراً بالغة بالنبلاء والإقطاعيين الذين وظّفوا عدداً كبيراً من الأندلسيين في مزارعهم ومصانعهم.

وخلال تلك الفترة بدأ القشتاليون ينقلون بعض العمليات العسكرية إلى السواحل المغاربية لأسباب عدّة منها محاولة التحكّم بالحركة البحرية على جانبي مدخل البحر الأبيض المتوسط، وعرقلة قيام أي قوة عربية يمكن أن تتصل بمملكة غرناطة، واستخدام النقاط العسكرية الجديدة للانطلاق إلى عمق البحر الأبيض المتوسط. ولقشتالة طموحات في السواحل المغاربية تعود إلى منتصف القرن الثالث عشر عندما وضع ألفونصو العاشر ترتيبات لغزو المغرب بحضّ البابوية. غير أن الخوف آنذاك من هجوم أندلسي معاكس أدى إلى تأجيل الحملة حتى عام 1260 عندما أرسل ألفونصو 30 سفينة هاجمت مدينة سلا المغربيّة في العاشر من أيلول (سبتمبر) لكنها لم تحقق هدفها فصرف النظر عن مهاجمة السواحل المغربيّة وركز بدلاً من ذلك على إنهاء مملكة لبلة في غربيّة الأندلس.

وبعد تسليم غرناطة احتل القشتاليون مدينة مليلة عام 1497 ثم وهران عام 1509. وكان صاحب ترتيب الهجوم على وهران الكردينال خيمينس رئيس أساقفة طليطلة مستشار قشتالة الذي تسبب في قيام الثورة الأندلسية الأولى. وهذا أمر غريب لعله يجد تفسيراً في رغبة فرناندو التخلّص من مستشار قشتالة بعدما سئم تدخله في شؤون الدولة، أو إشغاله بحملة صليبية تتيح لفرناندو استخدام مقدرات قشتالة لتحقيق أهدافه الأوروبية. ولا يُستبعد كذلك أن يكون أحد أهداف هذه الحملة كسر شوكة الأندلسيين في غرناطة وتدمير معنوياتهم لتأمين رضوخهم الكامل. ولا تسوّغ كل هذه الاسباب المذبحة البشعة التي ارتكبتها القوات القشتالية في وهران إذ يُعتقد أنها انتهت بقتل أربعة آلاف شخص وسبي ما بين خمسة آلاف وثمانية آلاف شخص، ولم ينج الأطفال من القتل أو النساء من الاغتصاب. ويُقال إنه عندما دخل الكردينال خيمينس المدينة المنكوبة سجد شاكراً بين أكوام القتلى. وانشغل خيمينس بعد ذلك بتنصير الناس وأقام في المدينة فرعاً لمحاكم التحقيق عام 1515 قبل أن يعمّم هذا المبدأ على مستعمرات قشتالة في العالم الجديد.

وفي التاريخ الإسباني تركيز مُلفت على إبراز تكثلك الملوك وشدّة تدينهم يجد قمته في إيزابيلا الكاثوليكية، إلا أن المؤرخين الإسبان يفضّلون تعميمه أيضاً على زوجها فرناندو. ويُقال إن هذا الملك كان يهجس في آخر أيامه بحلم تحقيق السلام في أوروبة والإنطلاق بعدها بحملة صليبية هائلة لإحتلال مصر (مركز القوة العربية الإسلامية آنذاك)، ثم الاتجاه بعد ذلك إلى القدس لاحتلالها هي الأخرى. ولطالما حشد فرناندو الجيوش والاساطيل التي ستتوجه إلى المغرب ومصر والقدس وانفق عليها من الضرائب التي كان يحصّلها من الإسبان بموافقة البابا فإذا بها تغير مسارها في اللحظة الأخيرة وتشتبك مع الفرنسيين الذين بقوا أخطر أعداء قشتالة يوم مات فرناندو عام 1516. ووقعت مسؤولية إعداد قشتالة لاستقبال كارلوس على الكردينال خيمينس لكنه مات بعد سنة ودخلت البلاد حقبة من الاضطرابات التي تحولت إلى ثورة دامية في الأسبوع الأخير من أيار(مايو) عام ٠٢٥١.

تنصير الأندلسيين في بلنسية

ولد كارلوس في غنت الفلاندرية عام 1500، وتتلمذ على يد أدريان الاترشتي. وجاء كارلوس قشتالة للمرة الأولى عام ٧١٥١ ومعه حاشية كبيرة من الفلمنك لذا لم يجد القشتاليون في ملكهم الجديد شيئاً يذكرهم بجدته إيزابيلا الكاثوليكية، ولم يجدوا حتى فرصة للتفاهم معه بالقشتالية التي كان يجهلها. وعندما غادر كارلوس قشتالة عام ٧١٥١ لجمع إرثه الهائل في أوروبة واستلام منصب الأمبراطور الروماني المقدس من البابا، ترك أدريان وصياً على عرش قشتالة فبدأ الناس يتذمرون من وجود هؤلاء الغرباء على رأس مملكتهم. وكان الاستياء عاماً عند سائر فئات الشعب فشمل النبلاء ورجال الكنيسة والتجار والمواطنين العاديين وحتى الرعاع. وبدأ الاستياء يتحوّل إلى سخط شعبي رافقته أعمال عنف تطورت إلى ثورات مدائنية فبعث أدريان في تموز (يوليو) عام ٠٢٥١ نحو ألف جندي لقمع الثورة في مدينة شقوبية فهزمهم الناس فبعث التعزيزات فتصدوا لها ونشبت بين الفريقين حرب شوارع شرسة زادت السخط والرغبة في التحدي. وانتقلت الثورة الشعبية بعدها إلى مدن أخرى ووصلت إلى ذروتها بإحراق مدينة كمبو، احدى أهم المراكز المالية والتجارية في قشتالة. واتسع نطاق الثورة إلى واحدة من أهم المدن الإسبانية هي بلد الوليد ولم يعد أدريان قادراً على قمعها وفلت الأمر من يده فهرب من البلاد وبات كارلوس ملكاً على دولة لا يستطيع العودة إليها.

وانقسمت المدن الإسبانية في تلك الفترة بين مؤيدة لعودة كارلوس ومعارضة. وكانت غرناطة وعدد آخر من المدن في الجنوب من الجماعة الأولى فحضّ أهلها الأندلسيون كارلوس على العودة إلى البلاد واستلام مقاليد الحكم في حين لم ترد مدن كثيرة غيرها رؤية وجه كارلوس مرة أخرى. وتقلبت الأوضاع فترة إلا أن ثوار المدن افتقدوا التنظيم وانقسمت كلمتهم وتبعثرت جهودهم وباتت الغلبة لمؤيدي عودة الملكية فتحرك هؤلاء واخمدوا الثورة بعد الاخرى. وكانت طليطلة آخر المدن الثائرة التي سقطت بعد قتال عنيف قادته أرملة »بديلا« الذي قاد الثورة في احدى مراحلها. وبرز خلال تلك الفترة زعيم آخر هو أسقف مدينة سمّورة الذي قاد الثائرين الغاضبين فأحرقوا المزارع والكنائس ونهبوا ما فيها. واعتقل الأسقف خلال فراره إلى فرنسا وأودع السجن، فحاول الهرب منه بعد خمس سنوات إثر قتل السجان، لكنه اعتقل ثانية ومات تحت التعذيب مما دفع البابا إلى حرمان الامبراطور كارلوس من الكنيسة بضعة أشهر. ووضع كارلوس نهاية لثورة أهل المدن عندما أعدم 250 منهم في بلد الوليد عام 1522 بعد أربعة أشهر من عودته إلى البلاد.

في الوقت نفسه الذي اندلعت ثورة أهل المدن في قشتالة كان أهل مدن مملكة أرغون يشعلون نيران ثورة مشابهة لكن لأسباب مختلفة تماماً. ففي السنة التي سبقت اندلاع الثورة في بلنسية صرف الجنود الأسلحة لبعض الجماعات للمساعدة على حمايتها من هجوم توقعت السلطات قيام الأسطول العثماني بشنّه فساد المدينة الخوف والاضطراب والقلق. وفي صيف ذلك العام (٩١٥١) ظهر عدد من حالات الإصابة بالطاعون في بلنسية فهرب المسؤولون والجنود منها، وشكّل بعض السكان مجموعات سُميّت مجموعات »جرمانية« أو »الأخوة« تسلمت السلطة وبدأت توسيع نفوذها في الأرياف. ويُقال إن حيّاكاً اسمه خوان لورينك تسلّم قيادة هذه المجموعات وفكّر بتحويل بلنسية إلى جمهورية مدائنية على غرار جمهورية البندقية. ولم يحقق لورينك هدفه إذ نحّاه زعيم ثوروي اسمه بيريس ووجّه جماعته ضد النبلاء. وبما أن قسماً كبيراً من الأندلسيين كان يعمل لدى النبلاء فقد وضعهم بيريس في صف العداء للثورة والتأييد لعودة الملكية. ورفع بيريس شعاراً شعبياً هو: »اليوم تنتهي أيام النبلاء والكفّار«، وأضحت ثورة بلنسية مركز حركة إصلاح اجتماعي وديني فاقتحم الثوار المناطق التي يسكنها الأندلسيون ونصّروا بالقوة نحو ٠٦١ ألف أندلسي.

وخاف الأندلسيون في باقي مملكة أرغون امتداد ثورة المدن إليهم في ظل التفلّت الحاصل فهرب الآلاف في سفن ابحروا على متنها ليلاً وانضموا إلى آلاف أخرى كانت التجأت إلى الجزائر. واستمر القلق فترة إلا أن الحركة ضعفت بعد ذلك وزادها التطرّف عزلة فتمكن الموالون للملكية من هزيمة قوات بيريس خارج مدينة بلنسية في تشرين الأول (اكتوبر) عام ١٢٥١. وفر بيريس فقبُض عليه أول السنة التالية، وانتهت بذلك ثورة أهل المدن في أرغون مثلما كانت انتهت في قشتالة.

الأندلسيون وكارلوس

أيد الأندلسيون في أرغون عودة كارلوس فكافأهم على ولائهم بإلزام نفسه في خطاب استلام عرش أرغون الذي ألقاه خلال الاحتفال الذي جرى في مدينة سرقسطة بعدم التدخل في الشؤون الدينية للأندلسيين متابعاً بذلك السياسة التي انتهجها جده فرناندو ومعظم الملوك الذين سبقوه. وترعرع كارلوس بعيداً عن التعصب الديني القشتالي والكراهية الدينية التي جبلت طبيعة جدته إيزابيلا. ولم يعرف في حياته خارج قشتالة شخصيات فيها الحقد والتشدّد الموجودان في أمثال توركيماده وخيمينس، لذا جاء إسبانيا في المرة الأولى عام ٧١٥١ وهو يفكّر بحل هذه المحاكم لأنه لم يكن وقتها في حاجة إلى خدماتها كخط دفاعي ثان عن السلطة كما كانت أيام جدته نظراً إلى سلطاته الهائلة وجبروته العظيم. وعاد في المرة الثانية عام ٢٢٥١ وهو متردد، ثم تغيّر الوضع بسرعة بعد نهوض حركة الإصلاح اللوترية. ففي الفترة بين 1523 و1525 نمت في زوريخ حركة معادية للبابوية ما لبثت أن اتسعت لتشمل أقساماً من المانيا والنمسا. وبدأ انتشارها يشكّل تهديداً حقيقياً لسلطة كارلوس في أوروبة وخسارة محتملة للضرائب التي كان يحصّلها من الألمان والهولنديين فزاد اعتماده على محاكم التحقيق كذراع ضاربة أخرى تُضاف إلى الذراع العسكرية. وتحركت الكنيسة القشتالية محلياً فبدأت مرحلة جديدة من التشدد والضبط طاولت خاصة الأندلسيين الغرناطيين وأفرزت مرسوماً صدر عام ٥٢٥١ أكد محظورات مرسوم عام ٨٠٥١ وأضاف إليه محظورات جديدة. إلا أن التطوّر الأبرز بعد ذلك كان شروع الكنيسة وعمّال محاكم التحقيق في تعميد مجموعة كبيرة من الأندلسيين قسراً.

وانتقد كارلوس مرة مهندساً قشتالياً لأنه بنى كنيسة داخل حرم المسجد الكبير في قرطبة، لكن هذا الأمبراطور كان يعيش مخاوف مضاعفات انتشار حركة البروتستانت في ممالكه الأوروبية عندما تقدم إليه زعماء غرناطة يطلبون وقف مضايقات السلطات التي سعت إلى إلزام الأندلسيين الغرناطيين التقيد ببنود المرسوم. وبعدما استمع كارلوس إلى الوفد أمر بتشكيل لجنة خاصة عهد برئاستها إلى رئيس أساقفة مدينة قادس للبحث في مطالب الأندلسيين ورفع تقرير إليه بذلك. وكان الأندلسيون يتوقعون استمرار كارلوس في موقفه المعتدل منهم اعترافاً منه بفضل تأييدهم لعودته خلال ثورات أهل المدن. لكن الوضع الدولي والمحلي كان تغيّر آنذاك وسرت في قشتالة خشية كبيرة من احتمال تغلغل الحركة البروتستانتية في المجتمعات القشتالية. وهكذا بدلاً من أن توصي اللجنة بتخفيف القيود عن الأندلسيين أوصت كارلوس بتأسيس محكمة للتفتيش في غرناطة وزيادة الضغوط والتشديد على تنفيذها فوافق على ذلك وبدأ تطبيق التوصيات في العام التالي.

وتضمنت المحظورات آنذاك لائحة قديمة شملت منع التخاطب بالعربية أو ارتداء الزي الوطني أو الصلاة والوضوء، وكان من الجديد فيها منع ختان الأولاد وحظر طلاء الأيدي بالحنّاء والإصرار على الإقبال على أكل لحم الخنزير وشرب الخمر وطهو لحم الحيوانات التي تموت ميتة طبيعية من دون ذبحها، وغير ذلك الكثير. وفي عام 1529 شهدت غرناطة حادثاً مروّعاً حين أحرقت السلطات المدنية أول مجموعة أندلسية بتوصية من محكمة التحقيق في غرناطة فدبّ الرعب في قلوب الأندلسيين وفرت أعداد من أهل غرناطة إلى الشمال، واختلطت بسكان مدن قشتالة وأرغون. وجرت مفاوضات بعد ذلك بين زعماء غرناطة ومستشاري كارلوس انتهت إلى الاتفاق على تخفيف الضغوط عن الأندلسيين لقاء دفع مبلغ 80.000 دوقة سنوياً إضافة إلى ضريبة عُرفت باسم »ضريبة الفرضة« مقدارها 20.000 دوقة سنوياً سُمح للأندلسيين بعد تسديدها التخاطب بالعربية وارتداء ملابسهم الأندلسية مدة ٠٤ سنة. وقدم الأندلسيون الرشاوى للسلطات المدنية وبعض عمال محاكم التحقيق فخفّ التضييق والملاحقة وأضحت حياة أهل مملكة غرناطة بعد ذلك على قدر معقول من الاحتمال.

ولم يستمر هذا الوضع طويلاً ووجد الأندلسيون أنفسهم جزءاً من صراع دولي قابلت فيه أمبراطورية كارلوس الخامس أمبراطورية ماثلتها أو تفوّقت عليها هي الدولة العثمانية. فبين عامي ٢١٥١ و٠٢٥١ اجتاح العثمانيون سورية والحجاز ومصر. ودخل سليمان الثاني بعد ذلك بسنة مدينة بلغراد واستسلم لقواته بعد سنة أخرى فرسان القديس يوحنا الذين سيطروا على جزيرة رودس، وتحكّم بالتجارة التي كانت لجنوة والبندقية، ثم انهارت هنغاريا عام ٦٢٥١، واقترب العثمانيون من حدود ممالك كارلوس الخامس في النمسا وحاصروا عاصمتها فيينا للمرة الأولى عام ٩٢٥١. وفي الجزائر أسس الأخوان عروج وخير الدين بربروسا دولة تصدّت لإسبانيا فقتل الإسبان عروجاً في معركة تلمسان عام ٨١٥١، فيما طلب خير الدين (٥٧٤١-٦٤٥١) زيادة الدعم العثماني وتمكن من هزيمة الأسطول الإسباني بعد عام من مقتل أخيه. ومن المراكز الجزائرية اعترضت سفن بربروسا سفن كارلوس الخامس وأغارت على مالقة وبلنسية وقادس، ثم اتسع نطاق هذه الحملات بدعم ملك فرنسا فرانسيس الأول لتشمل ممالك إسبانيا في إيطاليا أسر خلالها الألوف من القشتاليين والأرغونيين والصقليين والنابوليتانيين (أي أهل مملكة نابولي).

وحاول كارلوس التصدي لبربروسا مرات عدّة فبعث عام ٠٣٥١ أمير البحر أندريا دوريا على رأس اسطول لمهاجمة القواعد الجزائرية لكن دوريا لم يشتبك مع خصمه الذي كان دعم وضعه بمد سلطانه على تونس. وفي حزيران (يونيو) عام 1535 استقدم كارلوس المرتزقة الألمان وجنوداً من إيطاليا ومالطة (فتحها الأغالبة عام ٩٦٨م ٥٥٢ هـ) وقاد اسطولاً ضخماً تغلب على أسطول بربروسا بعد معركة عنيفة. لكن بربروسا تفادى الأسر وعاد إلى الجزائر حيث استأنف هجماته على الفور تقريباً. وفي عام 1541 بعث كارلوس اسطولاً ضخماً لمهاجمة الجزائر لكن الحملة انتهت إلى إخفاق ذريع. وشهدت السنوات التالية صراعاً هائلاً في البحر الأبيض المتوسط حاولت فيه الأساطيل الإسلامية انطلاقاً من الجزائر وتونس وطرابلس الغرب والمغرب الأقصى احتلال عدد من المدن الواقعة تحت سيطرة كارلوس الخامس كما حدث عام 1551بالنسبة لمالطة الحصينة عندما تبادلت المدفعية الثقيلة للطرفين التراشق برؤوس الأسرى المقتولين.

وخلال هذه المرحلة كان الأندلسيون يدفعون ثمن نجاح الهجمات على الأساطيل الأسبانية والأرغونية والإيطالية تارة، ويدفعون ثمن تقدم حركة الإصلاح الديني في أوروبة تارة أخرى. وفي جو هذا الصراع الدولي والديني الواسع الذي كان كارلوس الخامس مركزه الأول، لم تعد الضرائب التي يدفعها الأندلسيون مجدية ومثلها الرشوة أو إظهار الولاء والتصرف كقشتاليين طيبين. وكانت حروب كارلوس عالية التكاليف، وكانت الكنيسة القشتالية في حاجة إلى مصادر تمويل للإنفاق على عمّالها ومبانيها فبدأت في الأربعينات والخمسينات من القرن السادس عشر عمليات واسعة النطاق لمصادرة أملاك الأندلسيين بدعوى انها الطريق الوحيد لتصالح الأندلسيين مع الكنيسة حتى باتت أكبر مالك للأراضي في إسبانيا.

ولم يشفع للأندلسيين البلنسيين تأييدهم كارلوس ووجدوا أنفسهم يعانون مثل اخوانهم في غرناطة. فبعدما استقرت الأوضاع في بلنسية قدّم الأندلسيون هناك طلباً إلى الكنيسة لاعتبار تنصيّرهم الإجباري مخالفة للقوانين والأعراف المعهودة في أرغون وبالتالي باطلاً من أساسه فتشكّلت لجنة كنسية بحثت في الطلب وانتهت إلى أن ثورة المدن في بلنسية باطلة فعلاً لكن التنصير مقبول ولا يمكن الغاؤه تحت أي ظروف.

وهكذا بدأت أحوال الأندلسيين تتغير بسرعة في النصف الثاني من حكم كارلوس الخامس، إلا أن الاضطهاد الحقيقي كان ينتظرهم في عهد خليفته فيليب الثاني الذي ينتمي في تعصّبه وتشدده إلى إيزابيلا أكثر من انتمائه إلى ابيه، ويرتبط تصرفاً ونظرة بالمدرسة القشتالية التي خرّجت توركيماده وخيمينس ودييغو دي اسبينـوزا ومانريك. وعانى الأندلسيون تحت حكم إيزابيلا من أوضاع شبيهة بالأوضاع التي بدأوا يعانون منها تحت حكم فيليب الثاني وكان احتكامهم مُجبرين في المرة الأولى إلى الثورة، وإلى الثورة احتكموا مُجبرين مرة أخرى.

[ Next Thread | Previous Thread | Next Message | Previous Message ]

Replies:
Subject Author Date
2الثورة الأندلسية الكبرىNo name07:29:21 03/29/07 Thu


[ Contact Forum Admin ]


Forum timezone: GMT-8
VF Version: 3.00b, ConfDB:
Before posting please read our privacy policy.
VoyForums(tm) is a Free Service from Voyager Info-Systems.
Copyright © 1998-2019 Voyager Info-Systems. All Rights Reserved.